الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}
يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر؛ أنهم {إذا مسهم} أي أصابهم {طائف من الشيطان} تذكروا عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب "فإذا هم مبصرون"، وسواء كان الطائف الذي مسهم هو الهم بالذنب أو هو الذنب نفسه فإنهم سرعان ما يرجعون إلى خالقهم، ويستيقظون مما كانوا فيه من غفلة، ويفيقوا من تلك الركضة.
ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عمرو بن جامع: أن شابا كان يتعبد في المسجد فهوته امرأة فدعته إلى نفسها فما زالت به حتى كاد يدخل معها المنزل فذكر هذه الآية "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" فخر مغشيا عليه ثم أفاق فأعادها فمات فجاء عمر فعزى فيه أباه وكان قد دفن ليلا فذهب فصلى على قبره بمن معه ثم ناداه عمر فقال يا فتى "ولمن خاف مقام ربه جنتان" فأجابه الفتى من داخل القبر: يا عمر قد أعطانيهما ربي عز وجل في الجنة مرتين.
وهذا هو جزاء المتقين.
المزيد |